القضاء الإيطالي يفتح تحقيقا لكشف ملابسات وفاة مهاجر على يد الشرطة

فتح الادعاء العام في مدينة فيرونا بشمال إيطاليا، تحقيقا للتأكد مما إذا كان أحد ضباط شرطة السكك الحديدية، قد تجاوز حقه في الدفاع عن نفسه عندما أطلق النار، في 20 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، على مهاجر مالي وأرداه قتيلا، بعد أن هاجمه الرجل بسكين.

يخضع أحد ضابط شرطة السكك الحديدية، كان قد أطلق النار في 20 تشرين الأول/ أكتوبر على مهاجر مسلح بسكين في فيرونا وأرداه قتيلا، للتحقيق أمام القضاء بسبب احتمال إساءة استخدام حقه في الدفاع عن نفسه. كما تقرر هذا الإجراء لتمكين الضابط من تعيين خبراء استشاريين، قبل فحوصات الطب الشرعي، التي ستأمر بها المدعية العامة ديلتا سكيافينو، المكلفة بالقضية.

الضحية لديه تصريح إقامة

وسيتم قريبا إصدار أمر بتشريح جثة الضحية، المهاجر المدعو ديارا موسى، الذي قتل برصاص الشرطي، بينما كان على وشك إلقاء نفسه على الضابط، وهو مسلح بسكين. وقال رئيس الادعاء العام في فيرونا، رافائيلي تيتو، إن السياق “هو بالتأكيد سياق الدفاع المشروع عن الضابط”. وأضاف أنه مع ذلك، فإن التحقيقات ستقيَّم في الوقت الحالي ما إذا كان هناك إهمال في التصرف، لاسيما على وجه الخصوص ما إذا كانت هذه “ردة فعل مفرطة”، وهو ما يعني “عدم وجود نية لارتكاب جريمة، ولكن التناسب المطلوب بين الدفاع والجريمة لم يتحقق، مع التكوين اللاحق لرد فعل دفاعي مهمل وخاطئ”.

وتسبب الحادث في جدل سياسي عنيف عقب وقوعه، أثاره منشور على وسائل التواصل الاجتماعي لنائب رئيس الوزراء ووزير النقل ماتيو سالفيني، الذي كتب “لن نفتقده”، في إشارة إلى الضحية.

لكن بلدية فيرونا قالت إن الضحية، موسى، كان لديه تصريح إقامة نظامي. وأوضحت المستشارة الأمنية للبلدية، ستيفانيا زيفولنغي، “لقد كان مهاجرا نظاميا، وكان يعمل، وكان مندمجا”، وتابعت “ينبغي أن نفهم ما الذي جعله يتحول إلى شخص عدواني في ذلك الصباح”.

تطمينات السلطات ومبادرات النشطاء والأبرشية

وكان موسى قد شهد رفض طلب لجوئه، وكان سيضطر خلال الأيام القليلة المقبلة إلى الانتقال لموقع جديد يشغله نشطاء باراتودوس وجمعيات أخرى في كوينزانو، وهي منطقة تابعة للبلدية كانت مهجورة منذ 20 عاما.

وكَوْن الأمر يتعلق بالأمن العام، أكد المدعي رافائيلي تيتو أنه لا يعتقد أن الحادث “يمكن تقييمه على أنه علامة أو مؤشر متزايد لوجود خطر في المنطقة الواقعة أمام محطة فيرونا، كما أن السلوك العدواني للضحية كان قد بدأ “قبل حوالي ساعتين” من قتله، وفي منطقة من المدينة بعيدة عن محطة السكك الحديدية.

وفي ليلة 21 تشرين الأول/ أكتوبر، تم تنظيم اعتصام أمام محطة السكك الحديدية، من قبل نشطاء باراتودوس، وهي ورشة عمل تدار ذاتيا كانت تستضيف الشاب المالي خلال الأشهر القليلة الماضية في غيبلين فوجياسكو، وهو مكان يؤوي حوالي 40 مهاجرا في منطقة بورتا فيسكو، وجميع هؤلاء المهاجرين كانوا قد طُرِدوا من قبل السلطات مؤخراً.

كما نظمت أبرشية فيرونا، قداسا للصلاة أمام المحطة، مما أدى إلى نقل المراسم التي كان من المفترض أن تقام في كاتدرائية المدينة.

وقالت الأبرشية، في بيان إن “التغيير الذي حدث بعد يوم واحد من الحادثة المحزنة، التي وقعت صباح الأحد بوفاة ديارا موسى، يريد أن يعطي بادرة أمل وسلام ونور”.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *